لم يكن يعلم الشيخ العجوز المُقْعد أن اﻻرض التي كان يحرثها ويستغلها مند سنوات ستجلب له اللعنة والمشاكل وتتسبب في الزج بفلذة كبده في السجن لمرتين والحكم عليه بدوره بالحبس من أجل تلك اﻻرض بالإضافة إلى أحكام أخرى ضد جميع أفراد الأسرة.
العجوز “أماغو محمد” من مواليد 1933 يحكي قصته مع خصمه ( صلاح .ت ) الذي قال عنه انه ترامى على عقار في ملكيته بدون وجه حق متهما إياه بأنه ومند قدومه إلى دوار “تغمرت” التابع للجماعة الترابية تيوغزة باقليم سيدي افني وهو يترامى على مجموعة من أملاك الغير .
المُسن الذي لا يتحرك إلا على كرسي متحرك ، ورغم أن المحكمة أصدرت حكما يقضي بالإفراغ ، فإنه ظل متشبث بأرضه وأكد انه يملك وثائق ثبوتية تعود لبداية الستينيات تثبت بما لا يقبل الشك أن هذه الأرض في ملكه ويحوزها ، واستغرب كيف حكم القضاء لصالح خصمه بالرغم أنه لا يتوفر على وثائق صحيحة باﻻضافة إلى حكم سابق كان في صالحه سنة 2012.
ويحكي ” العجوز ” بمرارة كيف زُج بإبنه خلف القضبان وحكم على بعض أفراد أسرته بعقوبات حبسية موقوفة التنفيذ وغرامات مالية وتعويض وصل إلى 30 ألف درهم ، بعدما قام رفقة بعض أفراد الأسرة باعتراض القوات العمومية والمكلفين بالتنفيذ، حيث كشف أن الابن مازال يقضي عقوبته الحبسية إلى الآن .
و رغم كل هذه الويلات و المعانات ، مازال العجوز و بإصرار منقطع النظير متشبث بأرضه وقرر أن ينتقل كل صباح ، على متن حماره بمساعدة بناته ، إلى مكان تواجد العقار موضوع النزاع ليقوم هناك باعتصام يومي فوق كرسيه المتحرك .
و في ذات السياق ، اشتكت مجموعة من ساكنة الدوار التي التقتها “تيزبريس” مما قالت عنه بجشع نفس الشخص ، حيت أكدوا في تصريحات للجريدة ان ( صلاح . ت) يقوم بتهديدهم بالسلاح اﻻبيض وببندقية صيد حتى أصبح الجميع يخشاه .
وأضافت الساكنة أن ذات الشخص و الذي وصفته بأنه من ذوي النفوذ ، ترامى على بعض اﻻراضي بالمنطقة وقام بإغلاق المسلك المؤدي الى الدوار وتوعد كل من فكر في اﻻقتراب من الأملاك التي ترامى عليها سيكون مصيره السجن او رصاصة في صدره .
الشيء الذي دفع بالبعض إلى الرضوخ لتهديداته و التزام الصمت ، فيما البعض اﻻخر ، تمرد و قام برفع شكايات عدة ضده – تتوفر “تيزبريس” على نسخ منها – تتعلق بالتهديد بالسلاح الناري و الترامي على أملاك الغير ، كان مصيرها الحفظ.
العجوز المقعد قال في تصريح للجريدة ، انه يعتزم الدخول في اعتصام مفتوح فوق كرسيه المتحرك أمام إبتدائية تيزنيت إلى أن يتم فتح تحقيق في تجاوزات هذا الشخص وفضح من يقف وراءه ، على حد قوله ، مضيفا انه بعد تيزنيت ستكون محطته النضالية الموالية أمام محكمة الاستئناف بأكادير تم محكمة الاستئناف بمدينة مراكش تم بعد ذلك أمام وزارة العدل ، ومن المنتظر أن يلتحق به مجموعة من شباب و ساكنة مدشره في إطار وقفات تضامنية بمحطاته النضالية من أجل فضح أساليب «مافيا» العقار وذوي النفوذ .
وجدير ذكره أن محنة هذا العجوز تأتي في الوقت الذي عبر فيه الملك محمد السادس عن غضبه إزاء فشل كافة المسؤولين في مواجهة «مافيا» العقارات التي تستولي على الأراضي وممتلكات المواطنين، معتبرا أن القضاء ووزارة العدل والحريات مسؤولان بالدرجة الأولى عن محاربة هذا الأمر بالصرامة اللازمة.
وقال الملك، في رسالة تلقاها المصطفى الرميد، وزير العدل والحريات من الملك الأسبوع الماضي ، إن الاستيلاء على عقارات الغير أضحى ممارسة متكررة ، وأضحى يجسد ظاهرة خطيرة تتفشى بشكل كبير وتستدعي التصدي الفوري والحازم لها .
تعليقات